السبت، 7 يناير 2012

https://www.youtube.com/watch?v=3HTmXxysiDY&feature=share
مدينتي الجميلة  الصغيرة الوادعة التي لبّت نداء الحرية  ولبّت الفزعة لأهل درعا  في 25 \ 3 \ 2011  ،  بدأت شعلة الثورة تتقد في اللاذقية التي ابت ان يذبح أهل درعا أمام  أعينها ، فانتفض الناس بشكل عفوي  تذهل له العقول  من كل الجوامع  ، من كل الحارات ، التقوا في الأزقة ، في الشوارع ، في الساحات ، وسط ذهول الاجهزة الامنية  التي لم تكن تتوقع اي شكل من أشكال الاعتراض او المعارضة  فنحن حسب قولهم " شعب مطيع " ومسقط رأس " القائد المفدى " .   لقد ظنوا انهم عبر  سنين طويلة من القمع  قتلوا فينا النخوة  ، دفنوا فينا شعورنا  بأي سوري آخر ببثهم روح التفرقة على مدى طويييييييل .   لكن هيهات  هيهات .... انتفضت مدينتي فزعة لدرعا  ومن اللحظة الأولى التي    صرخ فيها اول صوت للحرية     بدأنا ندفع ثمنها   :""  ...............  سقط الشهيد تلو الشهيد .........     وبدأت اللاذقية  تهدي ابناءها الواحد تلو الآخر قرابين لحرية سوريا  .  وللاسف أغلب ما قاسته هذه المدينة  لم يوثق ، من انتهاكات ،او من تنكيل  او اعتقالات ، او حتى المجازر الضخمة التي شهدناها والتي يشيب لها الولدان  لم تلق بالا اعلاميا ، لانه مثلما قلت الحراك كان عفويا وفي بداباته وغير منظم تنظيما كافيا   ، والسلطة تعاملت معه منذ اليوم الأول بالساحل (بانياس -جبلة - اللاذقية ) بوحشية وشراسة منقطعة النظير  ونظرا لطبيعة مدن الساحل و ضيق حاراتنا  وشوارعنا استطاعوا إطباق الحصار ، ووضعت مدننا بعد ان كانت ثائرة بامتياز بين فكي كماشة ، و أصبحنا جميعا اهدافا متحركة، يصطادوننا يزرعون مخبريهم بيننا ، فتشرد شبابنا  وقتل حراكنا واصبحنا أسرى في سجن الساحل الكبير .    وفي يوم من أيام الساحل  التي لا تنسى  في 17\نيسان\2011  حيث بدات المدينة يومها  بدفن شهداء اليومين السابقين وتحولت الجنازة التي دارت انحاء المدينة كلها   (في اليوم السابق  كان هناك خطاب للاسد  القاه على حكومته الجديدة التي شكلها من " الطلاب النجيبين " ) فكان هذا الخطاب  خير وقود لاحياء يوم الجلاء في اللاذقية ، فالمدينة مشحونة ومستفزة من حزمة إصلاحات الرئيس المتأخرة  الملوثة بدماء مئات السوريين  . اشتعلت المظاهرات واشتعلت معها أفئدة أهل اللاذقية جميعا ، أغلب أبناء  المدينة شاركوا  في هذا اليوم من 20  الى 25 الف متظاهر ،وهتافات ولا أروع  ،  جابوا المدينة كلها طوال النهار وحتى حلول الظلام لم يفض المظاهرة لم يتعبوا لم يكلوا كانوا يتجنبون الاحنكاك او الاقتراب من المراكز الامنية ، الى أن وصلوا الى نقطة تمركز لقوات الأمن والجيش وعلت الهتافات ، والتهبت الحناجر "الجيش والشعب ايد واحدة "  "سلمية سلمية " ...... وفي هذه اللحظة بدأت المجزرة ، بدأ الرصاص بالانهمار على رؤوس المتظاهرين على مرأى ومسمع  كل من يراقب من شرفته ،وتساقط الشهداء كالعصافير الجريحة بأعداد لم نعرفها حتى اليوم  .... الرصاص الحاقد الأعمى لم يكن يميز لا زمانا ولا  مكانا ولا انسانا ولا احترم حرمة آذان ، سقط كهول، سقط شباب ،سقط اطفال  وعمت رائحة الم المكان .. اختبأ من استطاع في الحارات الضيقة  منتظرا انتهاء نوبة الإجرام الأسدية  استمر إطلاق النار الجنوني  من الساعة الثامنة وخمس دقائق الى الساعة التاسعة تماما تقريبا ، لا أنسى اختلاط  صوت آذان العشاء مع صوت الرصاص في لوحة سريالية مرعبة ، قليلة هي الجثث "المحظوظة " التي انتشلت أوأعيدت الى اهلها ، او حتى أسعفت ، اما ما تبقى من الجرحى مع الشهداء فاستبقت اليه الضباع  البشرية الاسدية ، وقامت بسحلها وتجميعها في مبنى الشبيبة الملاصق لساحة العلبي التي شهدت المجزرة . لم ينتهي الاجرام بعد .. إذ بنا في هذه الأثناء نتفاجئ بأصوات كلاب تنبح !!! كانت الفاجعة أهم أحضروا  الكلاب لكي  يتتبعوا آثار رائحة الدم على الأرض  وليعلموا من أنقذ الجرحى ومن خبأهم في بيته  . لم يكتفوا بهذا الإجرام بل سارعوا الى إغلاق بنك الدم  وأجهزوا على كل جريح في المشفى الوطني ، وهاجموا مشفى الطابيات الخاص واعتدوا على الطاقم الطبي وقاموا بسرقة الجرحى ،واعتقال مدير المشفى .. بعدها وفي حركة تثير الغثيان   ،قاموا بغسل الشوارع ، غسلوا آثار شبابنا :"" ، دماؤوهم الطاهرة  أزالوا آثار جريمتهم والعار الذي لا يمحى ، لم أدر يوما هذه القوات الأسدية أي قلوب تمتلك؟؟  وبهد أن خيم هدوء ما بعد العاصفة على المدينة  الملتهبة الجريحة  عاود الناس التجمع  بعد 3 ساعات  وحاول المتظاهرون مرة أخرى الاعتصام ، لكن أبت الميليشيلت الأسدية المجرمة أن تغير من سياستها  وفي الثالثة صباحا  و سبحت  شوارعنا من جديد بدماء شبابنا الأطهار .  بأي حال من الأحوال لم نستطع توثيق أعداء الشهداء  ، لكن على الشهادات تراوحت  الاعداد بين 100 الى 150 شهيد .... ما عدا المئات ممن خرج ولم يعد في هذا اليوم  .... قصة مديتني الجريحة تطوووووووووول  وإذا لم نوثق نحن شهود العيان ما عاصرناه من أحداث ستطمس الحقيقة وتموت المظلمة بلامطالب                                                                              طوبى للشهداءوعاشت سوريا                                                                                                                              bikafikizb                         

هناك تعليقان (2):

  1. عندما هب اهل اللاذقيه لنصره دين الله وليخففو الضغط وهجوم اعداء الله والانسانيه عن اخوتهم في درعا الجريحه لم يكونو الا مشاريع شهاده وثورة لكرامة وطن قدمو ومازالو الشهيد تلو الشهيد الى ان يتم ما تعاهدو وعاهدو الله ورسوله عليه لله دركم من ابطال لم نسمع ولم نرى هكذا اصرار حتى بحكايات الف ليلة وليلة بوركتم وحمى الله اللاذقيه واحرارها

    ردحذف
  2. ابكيتيني يا أم أحمد:""(
    كل هذا حدث ولم نعلم !! لك الله يا اللاذقية حين أمسيت مدينة منسية
    لاتحزني ياعزيزتي وإن لم نكن نعرف من هم الشهداء فيكفي أن الله قد عرفهم والملائكة سجلت أعمالهم وفزعتهم للمظلومين في سجل الصالحين بإذن الله
    وخيرا فعلت بتوثيقك وكلامك عن جراحات عروس الساحل ..
    استمري بوفاءك بتوثيق كل ما يجري فيها كل تحرك. كل شيئ يدين هذه العصابة البعثية ويفضح همجبيتها

    ردحذف